فصل: فصل في النفس العسر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في النفس الشديد:

هو الذي يكون مع عظمه كأن القوة تتكلف هناك فضل انزعاج للإدخال والنفخ بالإخراج فيكون مع العظم قوة هم.

.فصل في النفس العالي الشاهق:

هو الصنف من النفس العظيم الذي يفتقر فيه إلى تحريك أعالي عضل الصدر ولا تبلغ الحاجة فيه إلى تحريك الحجاب وأسافل عضل الصدر وكثيراً ما يحدث هذا النفس في الحميات الوبائية.

.فصل في النفس الصغير:

تعرف أسبابه للمعرفة بأسباب العظيم على سبيل المقابلة وقد يصغر النفس بسبب الوجع إذا حال الوجع بين أعضاء التنفس وبين حركاتها وقد يصغر النفس الضيق وإذا اقترن به التثاؤب دل على موت الطبيعة وإذا اقترن به التواتر دل على وجع في أعضاء التنفس وما يليها من المعدة ونحوه مثل قروحها وأورامها.
العلامات: علامات أسباب النفس الصغير المقابلة لأسباب النفس العظيم معلومة بحسب المقابلة وأما الذي يكون صغره عن الوجع لا عن الضيق فيدل عليه وجود الوجع وإن صاحب الوجع لو احتمل ارجع وصبر عليه أمكنه أن يعظم نفسه ومع ذلك فقد يقع في خلال نفسه نفس عظيم تدعو الحاجة إليه وإلى احتمال الوجع أو تصيب الحاجة فيه غفلة من الوجع والكائن عن الضيق بخلاف ذلك كله.
النفس الطويل هو الذي يطول فيه مدّة تحريك الهواء في استنشاقه ورده لتتمكن القوة من التصرف في الهواء الكثير وربما منع عن العظيم السريع وجع أو ضيق فأقيم الطول في استيفائه المبلع المستنشق مقام العظيم السريع.

.فصل في النفس القصير:

هو مخالف للطويل وإذا قرن به التواتر كان سببه وجعاً في آلة التنفس وما يليها وإذا قرن به التفاوت دل على موت الغريزة.

.فصل في النفس السريع:

هو الذي تكون الحركة فيه في مدة قصيرة مع بلوغ الحاجة لا كالقصير والصغير والسبب فيه شقة الحاجة إذا لم يبلغ الكفاية فيها بالعظم إما لأن الحاجة فوق البلوغ إليه بالعظم وإما لأن العظم حائل مثل ما قيل في النبض.
وذلك الحائل إما في الآلة وإما في القوة قد تكون السرعة في إحدى الحركتين أكثر منها قي الأخرى مثل المذكور في النفس العظيم.

.فصل في النفس البطيء:

هو ضد السريع وضد أسبابه وقد يبطئ الوجع إذا كان العضو المتنفّس يحتاج إلى أن يتحرك برفق وتؤدة.

.فصل في النفس المتواتر:

هو الذي يقصر الزمان بينه وبين الذي قبله.
ومن أسبابه شدة الحاجة إذا لم ينقض بالعظم والسرعة لأنها أكثر من البلوغ إليه بهما لأن دونهما حائلاً من وجع أو ورم أو ضيق لمواد كثيرة أو انضغاط أو انصباب قيح في فضاء الصدر أو شيء آخر من أسباب الضيق.
وأنت تعرف الفرق بين الواقع بسبب الحاجة والواقع بسبب الوجِع وغير ذلك مما سلف لك في باب العظيم.
والنفس المتواتر على ما شهد أبقراط يستتبع آفة لتجفيف الرئة وأتعاب أعضاء النفس فيما يليها.

.فصل في النفس البارد:

يدل على موت القوة وطفء الحرارة الغريزية واستحالة مزاج القلب إلى البرد وهو أردأ علامة في الأمراض الحادة وخصوصاً إذا كان معه نداوة فتتمّ دلالته على انحلال الغريزية.

.فصل في النفس المنتن:

هو داخل في البخر ويفارق سائر أصناف البخر بأن تلك الأصناف قد تروح النتن في غير حال التنفس وهذا إنما ينتن عندما يخرج النفس وهذا يدل على أخلاط عفنة في أعضاء التنفس إمّا القصبة وإما الرئة إذا عفن فيها خلط أو مدة.

.فصل في الانتقالات التي تجري بين النفس:

العظيم والنفس السريع والنفس المتواتر وأضدادها.
لقد علمت أن الحاجة إذا زادت ولم يكن لها حائل عظم النفس فإن زادت أكثر أسرع فإن زادت أكثر تواتر فإذا تراجعت الحاجة نقص أولاً التواتر ثم السرعة ثم العظم وكذلك إذا قلّ الحول والمنع وإذا فقد التراجع في المعاني الثلاثة وجد التفاوت أكثر ثم الإبطاء ثم الصغر فيكون الخروج عن الطبيعي إلى الصفر أقلّ من إلى البطء وأليهما أقل منه إلى التفاوت.
واعتبر هذا في الانبساط والانقباض جميعاً تحسب اختلاف الحاجتين المذكورتين اختلافاً في الزيادة والنقصان وإذا كان السبب في الانبساط أدعى إلى الزيادة كان الزمان الذي قبل الانبساط أقصر وإذا كان مثل ذلك السبب في الانقباض كان زمان السكون الذي قبل الانقباض أقصر والنفس المتتابع السريع يتبع ورماً حاراً وضيقاً عن سدة.

.فصل في النفس المتحرّك أي المحرك للرئة:

هذا النفس يدلّ على خور من القوة أو ضيق شديد خانق في الذبحة أو جمع مدّة وانصبابها أو خلط.
سوء التنفس يعم الأحوال الخارجة عن الطبيعة في التنفس التي لا تتبع أعراضاً صحية بل أعراضاً مرضية آلية وذلك مثل عسر البول وضيق النفس وتضاعف النفس وانقطاع النفس ونفس الانتصاب.
وقد يعرض لأنواع سوء المزاج والامتلاء والسدد ومجاورة ضواغط وأورام وأوجاع ولموانع للحركة ولقروح في الحجاب ونواحي الصدر وسقوط القوة من أمراض ناهكة وحمّيات حادة وبائية وسموم مشروبة.
وكل سوء تنفس وضيقه وعسره لمادة فإنه يزداد عند الاستلقاء ويكون وسطاً عند الاضطجاع على جنب ويخف مع الانتصاب.
وفي الخوانيق الداخلة يمتنع عند الاستلقاء أصلاً.

.فصل في ضيق النفس:

هو أن لا يجد الهواء المتصرف فيه بالنفس منفذاً في جهة حركته إلا ضيقاً لا يتسرّب فيه إلا قليلاً قليلاً.
وأسبابه إما أورام في تلك المنافذ التي هي الحنجرة والقصبة وشعبها أو الشرايين وفي نفس خلخلة الرئة وجرمها. وأشد أورامها تضييقاً للنفس ما كان صلباً أو أخلاط كثيرة فيها غليظة أو لمزجة أو مائية تجتمع في الرئة أو انطباق يعرض لها من ضاغط مجاور من ورم حار في كبد أو معدة أو طحال أو أخلاط منصبة في الفضاء لاستسقاء أو غيره مثل ما يكون من انفجار أورام في الجوف الأسفل تحول دون الانبساط أو تكاثف عن يبس أو قبض أو عن برد يصيب الرئة والحجاب أو عن سبب في العصب والحجاب وهو أولى بأن يسمى عسر النفس أو عن أبخرة دخانية تضيق مداخل النفس في المواضع الضيقة.
وقد يكون سبب ضيق الصدر فلا تجد الأعضاء المنبسطة للنفس مجالاً وقد يكون بسبب البُحران وعلامة له إذا مالت المواد عن الأورام الباطنة إلى فوق وقد يكون عسر النفس وضيقه بسبب سيلان المواد عن الأورام الباطنة منتقلة إلى نواحي الرأس وتُنذر بأورام خلف.
الأذنين إن كان الأمر أسلم أو في الدماغ إن كان أصعب.
العلامات: علامات الأورام الخناقية قد سلفت لك.
وأما علامة الورم الذي يكون في نفس الرئة فالوجع الثقيل وفي العضلات والحجب الصدرية الوجع الناخس الباطن وهو أقوى وأشدّ والظاهر وهو أضعف.
وأما في غضاريف الرئة فالوجع الذي فيه مصيص وربما أدى إلى السعال وإن كانت حارة فالحمى.
وعلامات الخناقية معروفة تشتدّ عند الاستلقاء وأما علامات امتلاء الأخلاط فإن كانت في القصبة فالنفث والشوق إلى السعال والانتفاع به مع انتفاث الشيء بأدنى سعال ومع خرخرة وإن كانت في الرئة كان الحال كذلك إلا أن السعال يأخذ من مكان أغور ولا يكون خرخرة إلا بقدر ما يصعب من المنفث وإن كان في الفضاء فثقل ينصبّ من جانب إلى جانب مع تغيّر الاضطجاع ثم يبدو النفث ولا يكون فيه مع ضيق النفس سعال يعتدّ به.

.فصل في النفس المختلف:

النفس يختلف مثل أسباب اختلاف النبض ويكون اختلافه منتظماً وغير منتظم.

.فصل في النفس المتضاعف:

هو من أصناف المختلف وهو النفس الذي يتمّ بالانبساط فيه وهو الفحم أو الانقباض وهو التغيّر بحركتين بينهما وقفة كنفس الصبي إذ بكى فيكون فيه فحم إذا انبسط وتغير إذا انقبض.
وسببه إما حرارة كثيرة فلا ينتفع بما استنشق بل يوجب ابتداء حد في الزيادة وإما ضعف في آلات النفس المعلومة يحوج إلى استراحة في النفس وإما لسوء مزاج مسقط للقوّة أو مجفّف أو مصلب للآلة وهو الأكثر وإما لوجع فيها أو في مجاوراتها أو ورم.
والمجاورات مثل الحجاب والكبد والطحال.
والكبد أشدّ مشاركة من الطحال وإما لمرض آلي مما قد عدّ مراراً أو كثرة تشنج كائن أو يكون وهذا النفس علامة رديئة في الأمراض الحادة والحمّيات الحادة.
وأما إذا عرض من برد فإنه مما يشفيه الحمّى.
فصل في النفس المنتصف:

.فصل في النفس العسر:

هو أن تكون التصرّف في الهواء شاقاً كان ضيّق أو لم يكن ضيق.
والسبب في آفات أعضاء التنفس على ما قيل في غيره وربما كان لسبب كلهيب ناريّ يغلب على القلب ويكون لبرد مميت للقوة المحركة أو آيف لهما كما يعرض عند برد الحجاب بسبب تبرده من طلاء أو غيره وقد يكون لسوء مزاج يعرض للحجاب مثل برد من الهواء أو برد من ضماد يوضع عليه لسبب في نفسه أو لسبب في المعدة والكبد فيقع هو في جوار ذلك الضمّاد ولا يجود انبساطه وقد يكون لسدّة فيحتبس عندها الريح المستنشق ويحتاج إلى جهد حتى ينفتح. وهذا مخالف للضيق وربما كانت السدّة ورماً وقد يكون لدواء مسهّل أثاره ولم يسهل أو لحقنة حادّة لم تسهّل وكذلك إذا لم يبلغ الفصد في ذات الجنب الحاجة ويجب أن تقرأ ما كتبناه في آخر قولنا في ضيق النفس ههنا أيضاً.

.فصل في انتصاب النفس:

هو النفس الذي لا يتأتى لصاحبه إلا أن ينتصب ويستوي ويمدّ رقبته مداً إلى فوق فينفتح بسببه المجرى ولا يستطيع أن يحني العنق لأنه يضيّق عليه النفس كما يضيق على منجذب الرقبة نحو خلف وكذلك لا يقدر أن يحني الصدر والصهر إلى خلف.
وإذا أزال هذه النصبة وخصوصاً إذا استلقى عرض له أن تنطبق منه أجزاء الرئة بعضها مع بعض فتسدّ المجاري لأنها في الأصل في مثله تكون مسدودة في الأكثر وإنما فيها فتح يسير يبطله ميلان الأجزاء بعضها على بعض.
وقد يكون ذلك الإنسداد عارضاً في الحميات ونحوها لأبخرة مائية ورطوبات متحلبة وقد تكون بالحقيقة لأخلاط مالئة وسادة وأورام أو لأن العضل مسترخية فإذا لم تتحلّ إلى ناحية الرجل بل تدلّت إلى ناحية الظهر والصدر ضغطت.

.فصل في كلام كلّي في نفس الطبائع والأحوال:

في نفس الأسنان:
أما الصبيان فإنهم محتاجون إلى إخراج الفضول الدخانية حاجة شديدة لأن الهضم فيهم أكثر وأدوم وليست حاجتهم إلى التطفئة بقليلة وقوتهم ليست بالشديدة جداً لأنهم لم يكملوا في أبدانهم وقواهم فلا بد من أن يقع في نبضهم تواتر وسرعة شديدان مع عظم ما ليس بذلك الشديد.
وأما الشبان فنفسهم أعظم ولكن أقل سرعة وتواتراً إذا الحاجة تبغ فيهم بالعظم.
وأما الكهول فنفسهم أقلّ في المعاني الزائدة من نفس الشبان وليس في قلّة نفس المشايخ وأما المشايخ فنفسهم أصغر وأبطأ وأشدّ تفاوتاً لما لا يخفى عليك.

.فصل في نفس الممتلئ:

من الغذاء ومن الحبل والاستسقاء وغيره نفسهم إلى الصغر لأن الحجاب مضغوط عن الحركة الباسطة ولما صغر نبضهم لم يكن به من سرعة وتواتر وإن كانت القوة كافية أو تواتر وحده إن كانت منقوصة.

.فصل في نفس المستحم:

أما المستحم بالحار فإنه يعظم نفسه للحاجة ولين الآلة ويسرع ويتواتر للحاجة وأما المستحمّ بالبارد فأمره بالعكس.

.فصل في نفس النائم:

إذا كانت القوّة قوية فإن نفسه يعظم ويتفاوت للعلة المذكورة في باب النبض ويكون انقباضه أعظم وأسرع من انبساطه لأن الهضم فيه أكثر.